الصفحة الرئيسية > واحه السلام > سكينه - المركز الروحي > بيوم المنقذين العالميّ
بيوم المنقذين العالميّ
الأربعاء 18 آذار (مارس) 2020
كل اصدارات هذا المقال: [عربي] [English] [עברית] [italiano]

يوم الخميس الفائت والموافق 12.3.2020، احتفلنا بيوم المنقذين العالميّ وذلك في حديقة المنقذين في واحة السلام نڤي شالوم، والذي يقع في بتاريخ 6.3 من كل عام. وقد منحنا 3 أوسمة شرف لمنقذين فلسطينيين وإسرائيليين.
من هم المنقذون؟ إنّهم أناسٌ عاديّون وقد تصرّفوا على ما يبدو بدافع الغريزة. لقد أخذوا بزمام الأمور ليتّصرّفوا ضد المتوقّع وضدّ ما يدور حولهم، ضدّ الغالبيّة في محيطهم الاجتماعيّ القريب. لقد سبحوا ضدّ التّيّار وضدّ من هم أقوى منهم بكثير. لقد خاطروا بحياتهم وبسمعتهم الطّيبة دون التّفكير أو النّظر في عواقب أعمالهم وما يمكن أن ينتج عنها.
لقد تصرّفوا من منطلق إيمان داخليّ، وربما دينيّ، وقناعة عميقة بأن هذا هو العمل الصحيح الذي يجب القيام به.
أخذ حيزي شوستر، مدير المركز الرّوحاني، على عاتقه عرافة الحفل بمشاركة رائدة عياشي خطيب، معلمة للغة الإنجليزية في المدرسة الابتدائية في القرية.
افتتح البرنامج يئير أورون حيث تحدّث عن الفكرة من وراء انشاء حديقة المنقذين العالميّة، عن العلاقة الطّيبة بل والوطيدة مع منظّمة GARIWO الايطاليّة بإدارة السيد جبرائيل نيسيم القيّم على انشاء حدائق منقذين في شتى أرجاء العالَم وعن الحدث السّنويّ الذي ينعقد لدينا للسّنة الراّبعة على التّوالي.
تم تسليم أوسمة الشّرف هذا العام لكل من:
– للسّيد عيسى كردية عن عائلة كرديّة من الخليل
– بيللا فرويند
– دير اللطرون
قبل منح الوسام لكل منهم، قصصنا على الحضور قصة العمل البطوليّ الذي قام به كل منهم. وقد أرفقناها أدناه بحيث تستطيعون قراءتها والانفعال منها مثلنا تمامًا.
بالإضافة الى ذلك فقد القت السيدة بيللا فرويند كلمة أمام الحضور- وهي سيدة متديّنة من القدس والحائزة على وسام الشرف، وكذلك الأب رينيه الذي القى كلمة عن دير اللطرون. تخلّل البرنامج عرضين موسيقيين قبَل جوقة المدرسة بتوجيه من أساتذة الموسيقى عمر جبر وحاييم ابي سرور حيث أدت الجوقة اغنية بالعربيّة وأخرى بالعبريّة.
تجدون مرفقًا رابطًا لبرنامج اذاعيّ كان قد بُثَّ في شبكة راديو ب من صوت إسرائيل مع المذيع رون نشيئيل. بامكانكم الاستماع اليه ابتداء من الدّقيقة 25.
https://www.kan.org.il/Radio/item.aspx?pid=124404
تجدون كذلك رابطًا مرفقًا للتقرير الذي بثته قناة "مسواة" التليفزيونيّة والتي تبث من الناصرة.
لقد تم احياء الحفل يومًا واحدًا قبل اغلاق جميع برامج الثقافة والترفيه في البلاد على أثر موجة وباء الكورونا الذي تجتاح البلاد في هذه الأيام.
بودي تقديم الشكر والعرفان لأعضاء لجنة التكريم:
البروفيسور يئير أورون- مفكِّر ومبادر لانشاء حديقة المنقذين.
ديانا شلوفة رزق- مديرة المعرض والقائمة على تجميع لوحاته.
سماح سلايمة- مديرة العلاقات الخارجيّة
حيزي شوستر– مدير المركز الرّوحانيّ
شكرًا لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث الهامّ والمميّز.
عيسى كرديّة
نحن فخورون اليوم أيضا بالسيد عيسى كردية وأبناء عائلته. اذ قام المرحوم عيسى بعمل نبيل وانسانيّ سامٍ جدًّا- ألا وهو انقاذ حياة.
وقعت في فلسطين سنة 1929، أحداث دامية صعبة. وقد كان هذا حدثًا فارقًا في صميم العلاقات بين الفلسطينيّين العرب واليهود. فقد قُتِل 116 فلسطينيًّا و133 يهوديًّا في تلك الفترة.
من المهم التأكيد على أنه أينما وُجِد الشّر، يتواجد الخير أيضًا. ففي كل مكان نُفِّذ به لينش او مجزرة، كان هنالك أفراد، ممن لم يكتفوا بخيار الامتناع عن سفك الدّماء فقط، إنّما قاموا بإنقاذ فعليّ لكل من استطاعوا اليه سبيلًا. إذ وفقًا لمصادر وشهادات أدلى بها منقِذون ومنقَذون ممن عاصروا تلك الفترة، فقد قامت العديد من العائلات الفلسطينية في مدينة الخليل بالدّفاع عن جيرانهم اليهود وإخفائهم من أجل إنقاذ حياتهم. وهكذا، وبفضل هذا العمل النبيل، تمكنّوا من انقاذ ما يقارب ال 425 يهوديًّا.
كان من بين الأشخاص الذين تم إنقاذهم على يد أفراد عائلة كرديّة، الطّبيب تسڤي كيتائين وأفراد عائلته (وهو جدّ بوعز كيتائين، أحد سكان قريتنا- قرية واحة السلام). عمل الطّبيب كيتائين في مدينة الخليل من قِبَل مستشفى هداسا ساعد اليهود والفلسطينيين على حد سواء. أثناء تلك الأحداث، وجد العديد من اليهود ملاذاً في بيت الدكتور لأنهم افترضوا أن الثّوار لن يُقدِموا على المسّ بالطّبيب الذي كانت تربط بينه وبين المجتمع العربيّ في الخليل علاقات خاصّة.
تجمّع العشرات من اليهود في بيت الطّبيب كيتائين وكان بينهم الكثير من الأولاد. صاحب البيت ومالكه، السيد عيسى كردية، خبّأهم جميعًا في القبو، تحت الأرض. وعندما حضر الثّوار قال لهم: "لقد هرب اليهود". وفي نفس الوقت، قام أحد الجيران والذي ينتمي أيضا لعائلة كردية بصنع ثغرة في الجدار لينقل من خلالها جميع اليهود الى بيته واعدًا ايّاهم بحمايتهم. جلست امرأتان من نساء العائلة على مدخل البيت تطحنان في حجر الرّحى مانعتان بذلك الثّوار من الدخول. وهكذا أنقذت عائلة كردية اليهود الذين اختبأوا في بيتهم. أسعف الطّبيب كيتائين العديد من الجرحى من كلا الشعبين خلال تلك الأحداث.
للأسف الشّديد، وبسبب العيش في واقع الاحتلال المرّ، وبالرّغم من محاولاتنا لتنظيم دخولهم، الّا أنّنا ووجهنا بالرّفض من قِبَل جيش الاحتلال الذي منع ممثّل عائلة كرديّة من الدّخول ومن التّواجد معنا اليوم.
نتشرّف، نحن لجنة وسام الشّرف والتقدير في واحة السّلام- نڤيه شالوم، بمنح أبناء عائلة كردية وسام التقدير في هذا اليوم. ننوّه بأنّه سيتوجّه وفد عن اللجنة الى مدينة الخليل لزيارة العائلة ولتقديم الوسام لها في القريب العاجل.
بيللا فرويد
بكل فخر واعتزاز، نستضيف اليوم بيللا فرويد، التي قامت بعمل نبيل وانسانيّ من الدرّجة الأولى- انقاذ حياة انسان.
التاّريخ: 13.5.1992. انها فترة صعبة تشهد أعمال عنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين. في ذلك اليوم، قام عدنان الأفندي، البالغ من العمر 21 عاما والذي يسكن في مخيم اللاجئين الدهيشة، بطعن شابّين يهوديين بالقرب من سوق محنيه يهودا في القدس. وأثناء محاولته الهرب من المكان، طارده حشد كبير من الناس وحاولوا تنفيذ "لينش" (تعذيب حتى الموت) به. وهنا، تزامن مرور بيللا فرويد في المكان برفقة ابنتيها.
كان عدنان الأفندي ممدّدًا على الأرض ولم يعد يشكّل أي خطر في تلك اللحظات. تركت بيللا ابنتيها جانبًا وبقرار سريع نجحت في اختراق الحشد الغفير والوصول الى عدنان والدفاع عنه وحمايته بجسدها لمدة 27 دقيقة، تلقّت خلالها الضربات والسبّ والبصق. لم تتحرك ولم تتركه الى حين وصول الشرطة، وهكذا عمليًّا نجحت في انقاذ حياته. ولكنها في المقابل عرّضت نفسها للخطر وأصيبت إصابات شديدة لا تزال آثارها عليها حتى يومنا هذا.
لقد أثار عمل بيللا جدلا واسعا، فمن ناحية حاز على المديح والتقدير، ومن ناحية أخرى جرّ عليها النقد في المجتمع الإسرائيليّ بشكل عامّ وفي المجتمع الدينيّ الأرثوذكسي بشكل خاصّ. ولكنها قالت في شهادتها أنها تصرّفت وفقًا لقواعد الشريعة والأخلاق اليهوديّة تماشيًا مع الجملة القائلة:" كلّ من ينقذ روحًا واحدةً يكتب عليه في السماء وكأنه أنقذ العالم بأسره".
ترى لجنة الجائزة في عمل بيللا أنه عمل جدير للتّقدير. انه عمل نفّذته امرأة وفقا لمعتقداتها وقيمها، دون التفكير بعواقبه وبالثمن المترتب عليها دفعه في المستقبل. ترى لجنة الجائزة، ان عملا كهذا، انقاذ حياة انسان، وبإرادة خالصة وضدّ التوقعات في تلك الفترة، يستحقّ التقدير فعلًا.
نتشرّف، نحن لجنة وسام الشّرف والتقدير في واحة السّلام- نڤيه شالوم، بوجود السيدة بيللا فرويد بيننا اليوم، والتي وقع عليها الاختيار لتكون واحدة من منقذات ومنقذي العام 2020، وعليه، فإنه يسرّنا أن نقدّم لها وسام الشّرف والتقدير هنا في هذا اليوم.
دير اللطرون
نتشرف اليوم باستضافة ممثّلين عن دير اللطرون الذين أجاروا وأنقذوا المئات من سكان قرية عمواس أثناء حرب الأيام الستة سنة 1967.
اخترنا تكريم دير اللطرون على ما أبداه رهبانه من تعاطف وانسانيّة اتجاه سكان عمواس خلال الحرب سنة 1967، قبل وبعد اقتلاعهم القسريّ من قريتهم على يد جنود الاحتلال ومنعهم من الرجوع اليها.
كانت العلاقات بين سكان قرية عمواس وبين رهبان الدير طيبة جدا على مدى السنين. كانت العلاقة مبنية على التعاون المتبادل وعلى حسن الجوار بين الطرفين قبل نكبة ال 1948 وقبل حرب ال 67.
مع بداية الحرب في سنة 67، طُرد أهل عمواس من بلدهم بين عشيّة وضحاها. تم توجيه الأوامر لسكان القرية بمغادرة بيوتهم. فطلب المئات منهم اللجوء الى دير اللطرون- شيبًا وشبانًا، رجالًا ونساء. ولبّى الدير النّداء وفتح أبوابه لاستقبالهم وايوائهم في قبو الدير. مكث الناس مختبئين في القبو لمدة أسبوع كامل رفض خلاله رهبان الدير تسليمهم للجيش. وخلال هذا الوقت اعتنوا بهم جيدا وقدموا لهم كل ما ينقصهم إضافة الى الطعام والشراب. بعد أسبوع هاجمت قوات من الجيش الدير مزودين بشاحنات فلم يكن أمام الرّهبان سوى الانصياع للأوامر. وطُرِد أهل عمواس الى رام الله. وقد دوّن ذلك الأب جاي خوري في يومياته التي نشرها في لبنان والتي وصف فيها ايضاً نشاط الاب جون المُلقب بو حنا الدؤوب، وشعوره بالانكسار وبالحزن الشديد في ذلك اليوم.. كيف ودّع أهل عمواس وكيف أنه منذ ذلك اليوم لم يشارك بالمناسبات السّعيدة ولا حتى بالأعياد.
خلال الأسابيع اللاحقة، تدفّق العديد من أهل عمواس للتفتيش عن سكان اخرين لم يصلوا الى رام الله. فساعدهم رهبان الدير في البحث تحت أنقاض القرية التي دمّرها الجيش الاسرائيليّ عن بكرة أبيها وتمكنّوا من العثور على 14 جثة تابعة لسكان من القرية. معًا، حاولوا دون جدوى بإكرام موتاهم ودفنهم في مقبرة القرية التي لا تزال بقاياها قائمة حتى اليوم الى جانب ما يسمى بارك كندا والذي تحول بعد ذلك الى بارك ايالون الذي أقيم على أنقاض القرية. إضافة الى ذلك، جمع الرهبان ما أمكنهم من قطع الأثاث والملابس والممتلكات المختلفة من أجل تسليمها الى أُسر اللاجئين.
واصل دير اللطرون دعمه للاجئين دعما معنويًّا وماديًّا. وأهالي عمواس لا يزالون يعترفون لهم بهذا الجميل حتى يومنا هذا.
لا بد من التنويه أن المغفور له الأب جون المعروف ب حنّا يستحق التكريم بصفة خاصة على ما قام به من أعمال إنسانية، تعاطف، دعم، وما قدّمه من مساعدة معنوية ومادية لأشخاص فقدوا البيت والمأوى بل فقدوا كل عالمهم.
نتشرّف اليوم بوجود كل من أبونا رينيه، وأبونا لويس، وأبونا بول الذين قدّموا لنا المساعدة المنشودة لجمع المعلومات المطلوبة واتخاذ القرار في منح وسام الشرف لدير اللطرون.
نتشرّف اليوم بوجود كل من أبونا رينيه، وأبونا بول، وأبونا لويس الذين قدّموا لنا المساعدة المنشودة لجمع المعلومات المطلوبة واتخاذ القرار في منح وسام الشرف لدير اللطرون.
يوجد معنا اليوم أحمد حمدي وهو من لاجئي عمواس، كان صغير السن في فترة الحرب ويقطن الان في بيتونيا ولكنه الوحيد الذي يعمل في دير اللطون وجذوره في عمواس، وعبد عمارة، الذي يسكن اليوم في رام الله. كان عبد قد بلغ من العمر 22 عامًا وهو شاهد عيان الوحيد في البلاد ما زال على قيد الحياة ولا يزال عبد عمارة، مثل الجميع، متمسكًا بثبات ما حدث في ذلك الوقت.
إلبوم الصور