الصفحة الرئيسية > واحه السلام > المؤسسة التربوية > قصص صغيرة
حل علينا شهر كانون الأول بعد ثلاثة أشهر من العمل والإبداع. من الصعب أن نتجاهل المفاجأة التي صادفها طلاب المدرسة في اليوم الأول من السنة الدراسية 1.9.05حيث وجدوا الجناح الجديد جاهزاً وحديقة خضراء نبذت فجأة بع أشهر طويلة من وجود مواد البناء والنفايات والسياج الذي صد الوجه وكان أيضا من الصعب على الطلاب أن يمسكوا أنفسهم وان لا يدوسوا النخيل الجديد. مر شهر كامل وهم ينظرون اليه من بعيد وألان لا يمر يوم دون أن يلعبوا ويتدحرجوا عليه بفرح وغبطه.
الجناح الجديد أضاف متسعاً رحباً، أضاف نوراً ولوناً جديداً للمدرسة.
وقد حظي مبنى الصف الأول بلقب "السويتا الملكية"
ومجتمع المدرسة من معلمين وأهالي وطلاب اندفعوا بحماس حيث تنظموا من اجل ترتيب الأحواض وزرع الحدائق وشتل الأشجار (1) وكانت النتيجة أن حظي كل صف بقسيمة خاصة به يهتم بها على مدار السنة ويرعاها.
أنها لحظات مدهشة ومؤثرة عندما نشاهد الأولاد يذهبون ويفحصون ما قد نبت في حديقتهم الصغيرة.
كما أن العمل في الدفيئة قد استؤنف حيث يتعلم الطلاب ويراقبون نمو النباتات وتطورها من بذرة الى الشتلة والى الغرسة في الحديقة.
هذا وقد تم تعيين كل من ليئورا ايرز وفاتن زيناتي كمركزات التربية الاجتماعية في المدرسة. وفي بداية السنة عرضتا الخطة السنوية للفعاليات المدرسية حول الأعياد والمناسبات الخاصة. وقد كان القرار الأول أن يقوم كل صف ومربيته بتحمل مسؤولية القيام بفعالية واحدة حول الأعياد. وقد حضر الصف الثاني فعالية حول عيد الصليب، والصف الرابع حول شهر رمضان الفضيل والصف السادس قام بفعالية حول رأس السنة العبرية، أما الصف الأول فاخذ على عاتقه تحضير لعيد الميلاد المجيد وستضم الفعالية رقصات وأناشيد وتمثيلية قصيرة في اللغتين، الأمر الذي يفسح المجال للطلاب أن يتعلموا عن العيد باستعمال حاسة البصر.
كما انه تم توزيع كراس عمل للصف الأول حول موضوع الحضارة والتراث في شهر تشرين الأول والذي قامت بإعداده كل من ديانا شلوفي –رزق وايتي ادلوند. يشمل الكراس أعياد الديانات الثلاث، عمل في اللغتين وقاموس لكل عيد وفعاليات أثراء مختلفة.
وقد توجه بعض المعلمين والأهالي طالبين إفساح المجال لطلاب الصف الثاني باستعمال الكراس وهذا ما تم فعلاً.
أن موضوع الأعياد يشغل بال المعلمين والأهالي كثيراً. العديد من الصفوف نظمت إفطارا جماعياً باشتراك الأهالي في رمضان الكريم، وقد أضاف طلاب الصف الأول فعالية حول عيد العرش وادمجها بالإفطار الجماعي (6).
أما طلاب الصف الخامس فقاموا بزيارة إلى بلدتين يأتي منها الطلاب إلى المدرسة وهما موتسا وأبو غوش. وقد تمركزت الزيارة حول أماكن الصلاة والعبادة للديانات الثلاث.
حل الطلاب ضيوفاً على كنيس عتيق في موتسا وتعلموا عن "تابوت العهد" وعلى الصلاة وعلى كتاب التوراة من قبل احد الإباء(7)
كما زار الطلاب كنيسة من العهد الصليبي في أبو غوش يعود تاريخها الى القرن الثاني عشر الميلادي.... استمع الطلاب الى شرح واف من المعلمين عن الفرق بين أماكن العبادة وعن المشترك بين الديانات الثلاث (8) بعد ذلك توجهوا لزيارة الجامع في البلدة حيث سمعوا شرحاً عن أركان ومبادئ الاسلام.
نفيدكم علماً انه تم في شهر أيلول أجراء انتخابات للجان الصفية وكذلك لمجلس الطلاب. وقد كانت عملية الانتخاب عبارة عن تلخيص لبعض مبادئ الديمقراطية . وقد أتيح المجال للمرشحين أن يقوموا بدعاية لأنفسهم مع عرض برنامجهم الانتخابي، وقد حضر الأولاد المرشحين يافتات وباشروا الدعاية في كل صف وصف. ثم اقترع الأولاد في داخل صندوق، جهز خصيصاً لهذا الغرض، وقد بدأ مجلس الطلاب العمل بجد ونشاط، وبادروا بإقامة عدة فعاليات بتوجيه من فاتن ز. وليئورا.
ينظم المجلس "فرصة بالعربية" مرة في الأسبوع حيث يتحدث الطلاب بالعربية فقط. ويأخذ على عاتقهم مراقبة الطلاب وتنظيم الفعالية وتشجيعهم على التحدث بالعربية.
كما يشارك مجلس الطلاب مره كل أسبوعين في تفعيل فعالية "الفرصة الفعالة" حيث يجهز الطلاب المحطات التي يلعب فيها جميع الأولاد وحسب اختيارهم.
هذا وقد أجرت المدرسة يوم 13 تشرين الثاني ولمدة أسبوع فعاليات حول "الديمقراطية" بدءاً من الصف الأول حيث تعلم الأولاد عن حرية الرأي والتعبير ما دام لا يمس الغير ولا يهين أو يجرح كرامة الآخرين أو إن يمس حرية العيش بكرامة وبسلام.
وقد تلازمت هذه الفعاليات مع يوم إحياء ذكرى رابين – رئيس الحكومة الذي قتل قبل عشر سنوات. وقد قام طلاب الصف الخامس بإحياء هذه الذكرى(12).
منذ السنة الماضية بدأنا ببناء علاقة مع مدرسة ابتدائية في مدينة اكسفورد في انجلترا. وقد بدأت العلاقة بخطوات أوليه: تم بناء خطة عمل مفصلة، تم اختيار الصفوف التي سيعمل طلابها مع ابناء جيلهم، كما بدأت المدرستان بتبادل الصور والمعلومات كل عن الأخرى. وبهذه المناسبة يتعلم أولادنا عن انجلترا وعلى بعض عاداتها . أما طلاب "ودستوك" في أكسفورد فيتعلمون منا عن التعايش وعن الشعبين والديانات الثلاث.
هناك بعض القصص والأمور التي لم اكتبها وسأتركها للمرة القادمة ولكن لا يسعني أن لا اذكر المودة والصداقة الجميلة التي نشأت بين نير وسعيد من الصف الأول، وبين ايلا وحنين وبين أولاد آخرين. الذين يأتون من بيئتين مختلفتين، وهنا في هذا المكان الصغير والأخضر تسقط الاسوار .











