الصفحة الرئيسية > واحه السلام > المؤسسة التربوية > حصان السلام
حصان السلام
الأحد 26 آذار (مارس) 2006, بقلم
كل اصدارات هذا المقال: [عربي] [Deutsch] [English] [עברית]

في بداية شهر كانون الأول وصل الى المدرسة صندوق ضخم وثقيل (1)، وعندما شاهده الأولاد اخذوا يتساءلون: " يا ترى ماذا في داخله"؟
اهو بيانو؟ أم خزانة؟
حصان، انه حصان أيها الأولاد.
حصان كبير وابيض اللون أرسل ألينا من مدينة أخن في ألمانيا. وقد أرسلته منظمة "كيندرميشن بركت" ولكن ليس ألينا فقط. لقد تم إرسال ثلاثة خيول في أحجام مختلفة لاماكن مختلفة في العالم. الى أماكن لا يتحدثون فيها عن السلام فقط بل يربون الأجيال من اجله.
يفتح الصندوق في جو من الترقب وحب الاستطلاع، ونتلمس الطريق إليه عبر فتات "الكلكر" التي تحضنه من كل جانب. يا له من مخلوق "حي" وخلاب (2).
في إثناء ذلك تنتقل الإشاعة بسرعة هائلة... يخرج الأولاد من الصفوف لاستقبال هذا الكائن الذي هبط من مكان ما ألينا، يرسلون أياديهم للمسه وتهنئته بسلامة الوصول (3).
حصان كبير ابيض اللون يتوسط غرفة الفنون. الأولاد يوجهون أنظارهم إليه، يصعب عليهم إزاحة بصرهم عنه ، يرسمونه بأعينهم (4).
في الواقع فقد تم ارسال الحصان الينا كي يلونه الطلاب، ولكن كيف نبدأ.
استلم كل طلاب المدرسة رسماً للحصان وطلب منهم أن يقترحوا أفكارا لدهنه. سمح للطلاب التشاور مع الأهل، وهكذا تم اشراك مجتمع المدرسة في هذا العمل الملون . لقد تم تقديم الكثير من المقترحات واليكم بعضها:
(5-6) اختارت المعلمة تسيفي معلمة الفنون طالبين من كل صف (يهوداً وعرباً)، من الصف الأول وحتى الثامن .... الذين بدأوا بعملية الدهان بهمة ونشاط .
وقد واجهوا المهمة الأولى في عملهم والمتعلقة بالفكرة التي توجه عملهم. وبعد التأمل العميق في الصور الملونة التي كانت أمامهم(7) وبعد النقاش والمداولة والتخبط استقر الرأي على ثلاثة أفكار رئيسية: واحة السلام مع رموز الديانات الثلاث، اليوم والليل والسلام. أي المواضيع التي يتم التركيز عليها كثيراً في حياتهم اليومية في المدرسة. وألان وبعد أن وضحت الطريق جلس الجميع حول الطاولة يجربون أساليب مختلفة، خطوط ورموز بينما الحصان الأبيض ينتظرهم بهدوء وتفهم (8).
وألان حان وقت العمل بنات الصف الأول مع طلاب الإعدادية وطلاب الصفوف الأخرى يرسمون بلطف واحتراس على الحصان (9). ولكن ليس قبل أن يرسموا بالرصاص رموز الديانات الثلاث التي تعبر عن هوية مجتمع مدرستنا المميز (10)
يعمل الطلاب في تركيز واهتمام كبيرين (11) ومن حسن الحظ وجود صغار في الفريق الذين يصلون بسهولة الى بطن الحصان بدون الحاجة الى الانحناء (12)
استمر العمل مدة شهرين ما عدا العطل والأعياد
الرسامون الصغار لم يتنازلوا عن أية فرصة للتقدم في العمل.... وعندما كنت اتي لالتقط بعض الصور كنت اجد نفسي متفاجئة من التقدم الحاصل. ولا عجب فالعمل ليل نهار وعلى حصان واحد.
ولكن لحظة نسيت أن أعرفكم برسامينا الصغار:
عنات ورنين من الصف الأول (15)
مادلين وزوهر من الصف الثاني (16)
ريما وعدن من الصف الثالث (17)
منهل وروني من الصف الرابع (18)
اوري وراني من الصف الخامس (19)
نور والون من الصف السادس (20)
اميرة وسري من الإعدادية (21)
أعلمنا انه في شهر آذار ستنظم مسيرة كبيرة في اخن في ألمانيا. جميع الخيول البيضاء ستعود الى البيت وهي ترتدي الألوان والأفكار الإبداعية.
وهذه الخيول ستخترق شوارع المدينة وبعدها ستتجمع في باحة كبيرة حيث تعرض للبيع في المزاد العلني.
أن الإرباح من هذا الحدث ستخصص لتمويل فعاليات من اجل السلام. نحن ألان في نهاية المطاف، انه لن يتسنى إعادة الحصان بدون دعوات الوصول بالسلامة. جميع الطلاب الذين يشاهدون الحصان في دروس الفنون وهو يجهز يرسلون له الأماني للوصول بالسلامة. "لتكن له رحلة موفقه، لتكن احلي ما يمكن وأمانينا الحارة بالفوز في السباق. ولتكن لك إقامة طيبة في البيت الجديد" أما جميع الأماني ستجمع في كيس صغير من اللباد يربط على عنقه لتكون له تسليه في رحلة العودة.
وأخيرا تزف الساعة، يخرج الحصان الجميل على عجلة ويوضع في وسط ساحة المدرسة، يخرج الطلاب لمشاهدته بعد ان اكتمل التلوين وهم يتعجبون من الملابس الجميلة التي يرتديها... ويلتقط الطلاب الصور الأخيرة مع الحصان قبل إدخاله إلى الصندوق والبدء في رحلة العودة.
شكرنا الجزيل الى مؤسسة كيندر ميشن بركت الذين منحونا الفرصة للمساهمة في هذه التجربة الممتعة والتي بواسطتها عبروا عن تأييدهم ودعمهم لعملنا التربوي الذي نحاول فيه جسر الخلافات الكثيرة.